قد يرى عقلك الباطن امور لاتتخيل انها بيوم من الايام تنعكس على تصرافتك واقوالك وهذا ما جعل فريق جداريات واقع، حيث كانت فنون الشارع من اكثر الاشياء جاذبيه للاماكن السياحية التي مررت بها اثناء السفر لعديد من المدن حول العالم مما جعل منها مزارات سياحية هامه في بعض المدن وغيرت مواقع مهمة من حال الى حال، وهذه هي قصة تأسيس الفريق كالاتي.
لم يتم التخطيط لتأسيس الفريق بل كل شيء قد جاء وتم بمحض الصدفة، وذلك بعد زيارة قمت بها إلى أحد المباني الحكومية لاجتماع متعلق بالعمل، وفور وصولي إلى الموقع لفت نظري عبارات غير لائقة على المبنى التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، فقمت بالتقاط الصور ونشرها في أحد وسائل التواصل الاجتماعي بهدف مشاركة رأيي بظاهرة كهذه، إلا أن الصور قد وصلت إلى معالي وزيرة الشؤون السيدة هند الصبيح والتي بدورها تواصلت معي للتعرف على موقع المبنى وللتحقق من الأمر، لم اكتفي بطرح المشكلة دون تقديم الحلول فقمت بالاقتراح على الوزيرة مسألة تبني الموهوبين برسم الشوارع من قبل الوزارة ليقوموا بتزيين المبنى، فاقترحت علي من جانبها تأسيس فريق تطوعي مسجل بالوزارة لتنفيذ مثل هذه الأعمال، وهذا ما جرى، حيث قمت بتأسيس فريق “جداريات” في إدارة مبادر التابعة لوزارة الشؤون وخلال اسبوع اكتمل الفريق وباشر العمل في منطقة “القصور”، في أول موقع عمل للفريق.
وكانت ردود أفعال الناس حول الجداريات التي قام الفريق بتنفيذها جداً إيجابية ومشجعة، حيث يشارك أفراد المجتمع في تنفيذ بعض المشاريع فور الإعلان عنها بالحساب الرسمي للفريق في وسائل التواصل الاجتماعي، مما يأكد على تقبل المجتمع لثقافة الرسم على الجدار “بهدف التزيين” بل ورغبته في أن يكون جزء منها مستقبلاً. وعلاوة على ذلك، يسعى الفريق إلى تعزيز ثقافة العمل التطوعي والتحفيز على التغيير إلى الأفضل وعلى القضاء على التلوث البصري الذي ينعكس على نفسية الانسان بطريقة غير مباشرة.
سليمان وليد الروضان